المقدمة:

     تعد أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وتطلعات نظم التعليم في العالم لعام 2050 وما بعده بمثابة التزامات وتحديات وفرصًا في الوقت ذاته أمام نظم التعليم في الدول العربية لتحقيق ما تصبه إليه من تنمية شاملة لكافة جوانب وقطاعات المجتمع، ولذلك فإنها تتطلب بالضرورة تأسيس الخطط والاستراتيجيات على معايير للجودة والتميز تسهم في منجزات المجتمعات وتطورها، وعُد الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: (ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع)، أحد أهم أهدافها ومتطلباتها ، وبدأ صناع السياسات والقرار التربوي في طرح تساؤلات كبرى حول الكيفية التي يمكن بها ضمان جودة نواتج تعلم الطلاب في ظل تحديات وأزمات من الصعب التنبؤ بزمن حدوثها أو نوعها وحجمها، ولذلك تسعى الدول عبر العالم، بما فيها الدول العربية، إلى تطوير نظمها التعليمية بما يحقق أهدافها التنموية، وهو الأمر الذي يتطلب بالضرورة تعزيز بنيتها التنظيمية، خاصة فيما يتعلق بالجودة والتميز والتي من شأنها أن تساعد على تحقيق تقدم نوعي متسارع لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وما بعده.

وفي هذا السياق تبذل الدول العربية بالتنسيق مع شركائها من المنظّمات والهيئات الإقليمية والدولية جهوداً من أجل الارتقاء بنظمها التربوية والتعليمية وتأمين الشروط الضرورية لتوفير تعليم نوعي جيّد لمواطنيها بعد أن تمكّنت بمعدلات متقاربة من إتاحة فرص التعليم لأكثر الفئات المستهدفة حتّى يتمكّنوا من بناء معارف وتطوير مهارات وقدرات عالية تمكّنهم من القيام بأدوارهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفهم التحوّلات المتلاحقة في مجالات العلوم والمعارف والفنون والثقافة والاتصال والمساهمة فيها، في سياق عولمة شاملة يضطلع فيها التعليم والتدريب وإنتاج المعرفة وإدارتها واستخدام التقنية الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بدور حاسم في بناء رأسمال بشري يقوم عليه الاقتصاد العالمي، عليه، فقد أصبح ضرورياً العمل على تطوير نموذج للجودة والتميز في التعليم العربي، استكمالًا لتلك الجهود، وانسجامًا مع التوجّهات المستقبلية الهادفة إلى دعم التنافسية بجعل مخرجات منظومات التعليم والتعليم العالي قادرة على تلبية احتياجات المجتمع وسوق العمل من خلال إعداد خريجين مؤهّلين للتنافس والابتكار بغاية الوصول إلى نواتج مؤثّرة تسهم في دعم الاقتصاد بصفة عامة، ولذلك فإنه انطلاقاً من رؤية ورسالة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم في تعزيز الجودة والتميز في التعليم (RCQE)، وتنفيذًا لتوصيات مجلـس إدارة المركـز فـي اجتماعـاته المختلفة وتوصيات مؤتمرات وزراء التربية والتعليم العرب فإنه بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) كان مشروع: (النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم AMQEE))(، الذي جاء داعمًا لتلك الجهود، وبما يستجيب لحاجة الدول العربية إلى منهجيات وأدوات علمية تساعدها في تطوير أداء نظمها التعليمية وتعزيز قدرتها على الاستجابة للمستجدات، خاصة فيما يتعلق بمتطلّبات سياساتها وبرامجها التنموية.

وصف المشروع:

   تيأتي مشروع “النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم (AMQEE)” ليمثل التزامًا باحتياجات وتطلعات نظم التعليم في الدول العربية لتعزيز تنافسية مخرجاتها على الصعيد العالمي، وإنجاز الهدف الرابع من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 (ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة)، وذلك من خلال دعمه لثقافة الجودة في التعليم بما يعزز قدرة مؤسساته على الاستجابة لمتطلبات وشروط التطوير سواء من داخلها أو خارجها؛ وذلك من خلال عمليات تحليل النظم التعليمية والاستفادة من الممارسات الفضلى عالمياً ومراجعة أداء المؤسسات وتعديله لتأمين مردودية عالية وفاعلية حاسمة وكفاءة قصوى، من خلال تطوير معايير عربية للجودة في التعليم تسهم في دعم تطلعات مجتمعاته العربية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

ودعماً لتلك الجهود يسعى كلّ من مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم (RCQE) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، إلى بناء نموذج عربي متكامل للجودة والتميز في التعليم يسـتند لمفهـوم «تميـز الأداء» مـن خـلال إطـار فكـري واضـح يعتمـد علـى التكامـل والترابـط والتفكيـر المنظومي، ويتضمن منهجيات ومعايير ومؤشرات أداء وأداة قياس ويسهم بشكل كبير في دعم تطلعات الـدول العربيـة نحـو تحقيـق أهـداف التنميـة المسـتدامة 2030 وبشـكل خـاص هـدفها الرابـع، كما يمثل التزامًا باحتياجات وتطلعات نظم التعليم فـي الـدول العربيـة.

أهداف المشروع:

  1. بناء معايير ومؤشرات جودة وتميز التعليم في الدول العربية.
  2. التعرف على الخيارات المتاحة لآليات العمل لضمان نجاح تطوير وتطبيق معايير ومؤشرات الجودة والتميز في التعليم على المستوى الوطني والإقليمي.
  3. وضع آليات لدعم اتخاذ القرار للبدء بتطوير النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم.
  4. تطوير نموذج معياري شامل للجودة والتميز في التعليم يلبي احتياجات وتطلعات نظم التعليم في الدول العربية.
  5. التعاون والتكامل مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بجودة التعليم وتميزه وقياسه وتقويمه لتطوير النموذج.

معالم المشروع:

  1. السمة الإرشادية والبعد العملي.
  2. المرونة وقابلية التطويع بحسب الاحتياجات والتطلعات المتجددة لوزارات التعليم في الدول العربية.
  3. إطار عمل مشترك يساعد في توحيد جهود العاملين في مجال جودة وتميز التعليم.
  4. مؤشرات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030م.